عليهم إلاّ حميد بن مسلم فإنّه هرب وجيء بهم إلى المختار ، فأمر بهم فقتلوا في السوق (١).
قتل من اشترك في قتل عبـد الرحمان بن عقيل :
وبعث المختار عبـد الله بن كامل في خيل إلى عثمان بن خالد الدهماني وبشر بن سوط ـ وكانا ممّن شهد قتل الحسين عليه السلام ، واشتركا في دم عبـد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وسلبه ـ ، فأحاط عبـد الله بن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان ، وأقسم أن يضرب أعناقهم عن آخرهم إن لم يأتوه بعثمان بن خالد.
فقالوا : أمهلنا حتّى نطلبه ، فخرجوا مع الخيل في طلبه ، فوجدوه هو وبشر بن سوط جالسين في الجبّانة ، وكانا يريدان أن يهربا إلى الجزيرة.
فأُتي بهما عبـد الله بن كامل ، فقال : الحمد لله الذي كفى المؤمنين القتال ، لو لم يجدوا هذا مع هذا لأتعبنا بالذهاب إلى منزله في طلبه ، فالحمد لله الذي أمكن منك ، فخرج بهما وضرب أعناقهما في الطريق.
ورجع فأخبر المختار ، فأمره أن يرجع إليهما ويحرقهما بالنار (٢) ، وقال : لا يدفنان حتّى يحرقا. فأحرقهما.
قتل عمر بن سـعد ـ لعنه الله ـ :
وكان عمر قد اختفى حين ظهور أمر المختار ، وكان عبـد الله بن جعدة بن هبيرة ابن أُخت أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أكرم الناس على المختار
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٥٨.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٥٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٠ ، ذوب النضار : ١١٨.