الحسين عليهما السلام ـ وكان شجاعاً ـ ، فأتاه ابن كامل بخيله فأحاط بداره ، فخرج إليهم وبيده الرمح ، وهو على فرس جواد ، فطعن رجلاً من أصحاب المختار فصرعه ولم يضرّه ، وضربه ابن كامل بالسيف فاتّقاها بيده اليسرى فأسرع السيف فيها ، وعدا به الفرس ، فأفلت وهرب إلى البصرة إلى مصعب ابن الزبير ، وشلّت يده بعد ذلك (١).
قتل زيد بن رُقاد قاتل عبـد الله بن مسلم :
وبعث المختار عبـد الله بن كامل إلى زيد بن رقاد قاتل عبـد الله بن مسلم بن عقيل ـ الذي رماه بسهم وهو واضع كفّه على جبهته ، فسمّرها فلم يستطع تحريكها ، ثمّ رماه بسهم فقتله ، وجاءه وهو ميّت فنزع السهم من جوفه وجعل ينضنض (٢) السهم الذي في جبهته حتّى نزعه ، وبقي النصل في جبهته لم يقدر على نزعه ـ ، فأحاط ابن كامل بداره ، واقتحم الرجال عليه الدار ، فخرج إليهم بالسيف ـ وكان شجاعاً ـ.
فقال ابن كامل : لا تضربوه بسيف ، ولا تطعنوه برمح ، ولكن ارموه بالنبل ، وارجموه بالحجارة. ففعلوا ذلك به فسقط ، فأحرقوه حيّاً (٣).
قتل بجدل بن سليم الكلبيّ الذي أخذ خاتم الحسين عليه السلام ، وقطع إصبعه مع الخاتم :
وأُتي المختار ببجدل بن سليم الكلبي ، وعرّفوه أنّه أخذ خاتم
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٦٤ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٣ ، ذوب النضار : ١١٩.
(٢) أي : يحـرّك.
(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٦٤ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٣ ، ذوب النضار : ١٢٠.