الحسين عليه السلام وقطع إصبعه ، فأمر بقطع يديه ورجليه ، فلم يزل ينزف الدم حتّى مات (١).
قتل الّذين أكلوا من لحوم إبل الحسين عليه السلام :
وكان شمر بن ذي الجوشن ـ لعنه الله ـ نهب من الإبل التي كانت مع الحسين عليه السلام ، فلمّا قدم الكوفة نحرها ، وقسّم لحومها على قوم من أهل الكوفة ، فأمر المختار فأحصوا كلّ دار دخلها ذلك اللحم ، فقتل أهلها وهدمها.
ولم يزل المختار يتتبّع قتلة الحسين عليه السلام حتّى قتل منهم خلقاً كثيراً ، وقتلت العبيد مواليها الّذين شركوا في قتل الحسين عليه السلام ، وجاءوا إلى المختار فأعتـقهم ؛ وكان العـبد يسـعى بمولاه أنّه ممّن شرك في قتل الحسين عليه السلام فيقتله المختار ، حتّى أنّ العبد كان يقول لسـيّده : «احملني على عنقك» فيحمله ويدلي رجليه على صدره إهانة له لخوفه من سعايته به إلى المختار بأنّه من قتلة الحسين عليه السلام (٢).
قتل عمرو بن صُـبَيح :
وطلب المخـتار عمرو بن صـبيح ، وكان يقـول : لقد طعنت فيهم ـ يعني في أصحاب الحسين عليه السلام ـ وجرحت ، وما قتلت منهم أحداً ، فأتوه ليلاً وهو على سـطحه بعد ما هدأت العيون وسيفه تحت رأسه ، فأخذوه ، وأخذوا سـيفه ، فجيء به إلى المختار فحبسه ..
____________
(١) ذوب النضار : ١٢٣ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٦ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٧.
(٢) ذوب النضار : ١٢٤ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٧ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٧.