فلمّا أصبح أذن للناس ، فدخلوا ، وجيء به وهو مقيّد ، فقال المختار : علَيّ بالرماح ، فأُتي بها ، فقال : اطعنوه حتّى يموت. فطعن بالرماح حتّى مات (١).
قتل قيس بن الأشعث بن قيس الذي أخذ قطيفة الحسين عليه السلام :
قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب الأخبار الطوال (٢) : إنّ قيس بن الأشعث الذي أخذ قطيفة الحسين عليه السلام حين قتل ، فكان يسمّى : «قيس القطيفة» أنف من أن يأتي البصرة فيشمت به أهلها ، فأتى الكوفة واستجار بعبـد الله بن كامل ، وهو من أخصّ أصحاب المختار ، فأقبل ابن كامل إلى المختار وأخبره بأنّه استجار به وأجاره ..
فسكت المختار ، وشغله بالحديث ، ثمّ قال : أرني خاتمك ، فناوله إيّاه ، فجعله في إصبعه ، ثمّ دعا أبا عمرة فدفع إليه الخاتم ، وقال له سـرّاً أن ينطلق إلى امرأة عبـد الله بن كامل فيقول لها : هذا خاتم بعلك علامة لتدخليني إلى قيس بن الأشعث فإنّي أُريد مناظرته في ما فيه خلاصـه من المختار ..
فأدخلته إليه ، فانتضى سيفه ، فضرب عنقه ، وأخذ رأسه فأتى به المختار ، فألقاه بين يديه.
فقال المختار : هذا بقطيفة الحسين عليه السلام.
فاسترجع ابن كامل ، وقال للمختار : قتلت جاري.
فقال له المختار : لله أبوك ، اسكت ، أتستحلّ أن تجير قتلة ابن بنت
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٦٥ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٤ ، ذوب النضار : ١٢٢.
(٢) ص ٣٠٢.