فقد قدّته نصفين ، فذهبت رجلاه في المشرق ويداه في المغرب كما قال إبراهيم ، فاحتزّوا رأسه وأخذوه وأحرقوا جثّته ، وكانوا قد احتفظوا بجسده طول الليل ، فلمّا أصبحوا عرفه مهران مولى زياد ، فلمّا رآه إبراهيم قال : الحمد لله الذي أجرى قتله على يدي.
وفي رواية : إنّ إبراهيم رحمه الله صلبه منكوساً.
وحمل شريك التغلبي على الحصين بن نمير وهو يظنّه عبيد الله بن زياد ، فاعتنق كلّ واحد منهما صاحبه ، فنادى التغلبي : اقتلوني وابن الزانية ، فقتلوا الحصين ، وكان من قتلة الحسين عليه السلام.
وقيل : إنّ الحصين خرج وهو يقول :
يا قادَةَ الكوفةِ أهْـلَ المُنكَـرِ |
|
وشيعَةَ المُختارِ وابنَ الأشْتَرِ |
هَل فيكُمُ قِرْمٌ (١) كَريمُ العُنصُرِ |
|
مُهَذّبٌ في قَوْمِهِ بِمَفْخَـرِ |
يَبرُزُ نَحْوي قاصِداً لا يَمْتري؟!
[الرجـز]
فخرج إليه شريك التغلبي ، وهو يقول :
يا قاتِلَ الشَيخ الكَريمِ الأزْهَرِ |
|
بِكَربَلاء يَومَ الْتِقاءِ العَسْكَـرِ |
أَعْني حُسَيْناً ذَا الثَّنا والمَفْخَرِ |
|
وابْنَ النَّبِيّ الطاهِرِ المُطَهَّـرِ |
وابْنَ عَليّ البَطَلِ المُظَفَّرِ |
|
هذا فَخُذْها مِنْ هِزَبْرٍ قَسْـوَرِ (٢) |
ضَرْبَةَ قَرْمٍ رَبِعِـيٍّ مُضَـريّ
[الرجـز]
فالتقيا بضربتين وجندله التغلبي صريعاً.
____________
(١) القرم : السـيّد.
(٢) الهزبر : الأسـد ، والقسـور : القويّ الشجاع.