وقتل شرحبيل بن ذي الكلاع الحميري ، من رؤساء أهل الشام.
ولمّا انهزم أصحاب ابن زياد تبعهم أصحاب إبراهيم ، فكان من غرق منهم أكثر ممّن قتل ، وانتهبوا عسكرهم ، وكان فيه من كلّ شيء ، وأرسل إبراهيم البشارة إلى المختار وهو بالمدائن ، فكاد المختار يطير فرحاً.
وكانت الوقعة يوم عاشوراء سنة سبع وسـتّين في اليوم الذي قتل فيه الحسـين عليه السلام ، ولم يقتل من أهل الشام بعد صـفّين مثلما قتل في هذه الوقـعة.
قال ابن نما (١) ؛ : وجعلوا يعدّون القتلى بالقصب ، يضعون عند كلّ قتيل قصبة فكانوا سبعين ألفاً.
وفرّق إبراهيم عمّاله على بلاد الموصل ، وأقام هو بالموصل.
وقال سُراقة بن مِرداس البارقي يمدح إبراهيم بن الأشتر وأصحابه في قتلهم لعبيـد الله بن زياد :
أتاكُمْ غُلامٌ مِنْ عَرانينَ مَذْحِجٍ |
|
جَـرِيٍّ عَلَى الأعْداءِ غَيْرُ نَكولِ |
فَيا ابْنَ زِيادٍ بُوَْ بِأعْظَمِ هالِكٍ (٢) |
|
وذُقْ حَدَّ ماضِي الشَفْرَتَيْنِ صَقيلِ |
ضَرَبْناكَ بِالعَضْبِ الحُسامِ بِحَدَّةٍ |
|
إذا ما أبانا قاتِلاً بِقَتيلِ |
جَزَى اللهُ خَيْراً شُرْطَةَ اللهِ إنَّهُم |
|
شَـفَوا مِنْ عُبَيْـدِ اللهِ أمْسِ غَليلي |
[الطويل]
وقال أبو السفّاح الزبـيديّ في ذلك أيضاً (٣) :
____________
(١) ذوب النضار : ١٤٢.
(٢) مالك ـ خ ل ـ.
(٣) هكذا ذكره ابن نما ـ رحمه الله تعالى ـ ؛ ولا يخفى أنّ فيها بعض أبيات سراقة ، ولعلّه توهّم من الرواة. (منه).