أصـحّ السُـنن وأثبت الآثار.
* لم يختلج في صحّة سنده ريب ، ولا سنح في خواطر أحد أن يناقش في ثبوته ببنت شـفة ، حتّى أنّ الذهبي ـ على تعنّته ـ صرّح في تلخيص المستدرك بصـحّته (١) ، وابن حجر الهيتـمي ـ على محاربته بصواعقه ـ ذكر الحديث في الشبهة ١٢ من الصواعق ، فنقل القول بصحّته عن أئمّة الحديث الّذين لا معوّل فيه إلاّ عليهم ، فراجع (٢).
ولولا أنّ الحديث بمثابة من الثبوت ، ما أخرجه البخاري في كتابه ، فإنّ الرجل يغتصب نفسه عند خصائص عليّ وفضائل أهل البيت اغتصاباً.
ومعاوية كان إمام الفئة الباغية ، ناصب أمير المؤمنين وحاربه ، ولعنه على منابر المسلمين ، وأمرهم بلعنه ، لكنّه ـ بالرغم عن وقاحته في عداوته ـ لم يجـحد حـديث المنـزلة ولا كابـر فـيه سـعد بن أبي وقّاص حـين قال له ـ في ما أخرجه مسلم (٣)ـ : ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله ، فلن أسبّه ، لأنْ تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي .. الحديث (٤) ، فأبلس معاوية ، وكفّ عن تكليف سـعد.
أزيدك على هذا كلّه : إنّ معاوية نفسه حدّث بحديث المنزلة ؛ قال
____________
(١) سمعت في المراجعة ٢٦ تصـريحه بصـحّته.
(٢) ص ٢٩ من الصواعق.
(٣) في باب فضائل عليّ ، أوّل ص ٣٢٤ من الجزء الثاني من صـحيحه.
(٤) وأخرجه الحاكم أيضاً في أوّل ص ١٠٩ من الجزء الثالث من المستدرك ، وصحّحه على شرط الشيخين. وأورده الذهبي في تلخيصـه معترفاً بصـحّته على شرط مسلم.