بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون.
* ولهذه الغاية نفسها قد اتّخذ عليّاً أخاه ، وآثره بذلك على من سواه ، تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونين من أخويهما ، وحرصاً على أن لا يكون ثمّة من فارق بينهما ، وقد آخى بين أصحابه صلّى الله عليه وآله وسلّم مرّتين ـ كما سمعت ـ ، فكان أبو بكر وعمر في المرّة الأُولى أخوين ، وعثمان وعبـد الرحمن بن عوف أخوين ، وكان في المرّة الثانية أبو بكر وخارجة بن زيد أخوين ، وعمر وعتبان بن مالك أخوين ، أمّا عليّ فكان في كلتا المرّتين أخا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كما علمت ـ ..
ومقامنا يضيق على استقصاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة بطرقها الصحيحة عن كلّ من ابن عبّـاس ، وابن عمر ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، ومخدوج بن يزيد ، وعمر بن الخطّاب ، والبراء بن عازب ، وعليّ بن أبي طالب ، وغيرهم.
وقد قال له رسول الله : أنت أخي في الدنيا والآخرة (١).
وسمعت ـ في المراجعة ٢٠ ـ قوله ـ وقد أخذ برقبة عليّ ـ : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا. وخرج صلّى الله عليه وآله وسلّم على أصحابه يوماً ووجهه مشرق ، فسأله عبـد الرحمن بن عوف فقال : بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي بأن الله زوّج عليّاً
____________
(١) أخرجه الحاكم في ص ١٤ من الجزء ٣ من المستدرك عن ابن عمر من طريقين صحيحين على شرط الشيخين. وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلّماً بصحّته. وأخرجه الترمذي في ما نقله ابن حجر عنه في ص ٧٣ من الصواعق المحرقة ، فراجع الحديث السابع من أحاديث الفصل ٢ من باب ٩ من الصواعق ، وأرسله كلّ من تعرّض لحديث المؤاخاة من أهل السير والأخبار إرسال المسلّمات.