من غزوة تبوك ، وأيّ وزن لهذا القول مع تعدّد موارد الحديث.
* ومن ألمّ بالسيرة النبويّة ، وجده صلّى الله عليه وآله وسلّم يصوّر عليّاً وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، لا يمتاز أحدهما عن الآخر في شيء ، وهذا من القرائن الدالّة على عموم المنزلة في الحديث ، على أنّ عموم المنزلة هو المتبادر من لفظه بقطع النظر عن القرائن كما بيّـنّاه.
متى صـوّر عليّاً وهارون كالفرقدين؟!
يوم شُـبّر وشُـبير ومُشـبر.
يوم المؤاخاة.
يوم سـدّ الأبواب.
تتبّع سيرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تجده يصوّر عليّاً وهارون كالفرقدين في السماء ، والعينين في الوجه ، لا يمتاز أحدهما في أُمّته عن الآخر في أُمّته بشيء ما ..
* ألا تراه كيف أبى أن تكون أسماء بني عليّ إلاّ كأسماء بني هارون ، فسمّاهم حسناً وحُسيناً ومُحسناً ؛ وقال (١) : إنّما سمّيتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبر ؛ أراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين ، وتعميم الشبه
____________
(١) في ما أخرجه المحدّثون بطرقهم الصحيحة من سُـنن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ودونك ص ١٦٥ وص ١٦٨ من الجزء ٣ من المستدرك ، تجد الحديث صريحاً في ذلك ، صحيحاً على شرط الشيخين. وقد أخرجه الإمام أحمد أيضاً من حديث عليّ في ص ٩٨ من الجزء الأوّل من مسنده. وأخرجه ابن عبـد البرّ في ترجمة الحسن السبط من الاستيعاب. وأخرجه حتّى الذهبي في تلخيصه مسلّماً بصحّته مع قبح تعصّبه وظهور انحرافه عن هارون هذه الأُمّة وعن شبّرها وشبيرها. وأخرج البغوي في معجمه وعبـد الغني في الإيضاح ـ كما في ص ١١٥ من الصواعق المحرقة ـ عن سلمان نحوه ؛ وكذلك ابن عساكر.