* ونحوه الأحاديث الواردة يوم سـدّ الأبواب غير باب عليّ ؛ وحسبك حديث جابر بن عبـد الله (١) ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي ، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.
وعن حذيفة بن أسـيد الغفاري (٢) ، قال : قام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يوم سـدّ الأبواب ـ خطيباً ، فقال : إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم شيئاً أن أسكنت عليّاً في المسجد وأخرجتهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته ، بل الله أخرجهم وأسكنه ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى وأخيه : (أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) (٣) .. إلى أن قال : وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي ، ولا يحلّ لأحد أن ينكح فيه النساء إلاّ هو .. الحديث.
وكم لهذه الموارد من نظائر لا تحصى في هذه العجالة ، لكن هذا القدر كافٍ لِما أردناه من تزييف القول بأنّ حديث المنزلة مخصّص بمورده
____________
قلنا : لا تقاس الثانية على الأولى ، لأن الأولى كانت خاصة بالمهاجرين ، فالقياس لم يكن مانعا من مؤخاة النبيّ لعلي ، بخلاف المؤخاة الثانية ، فإنها كانت بين المهاجرين والأنصار إنما يكون أخوه مهاجرا ، وحيث أن النبيّ والوّصي مهاجران ، كان القياس في هذه المرّة أن لا يكونا أخوين ، فظنّ عليّ ان اخاه إنما يكون أنصاريا قياسا على غيره ، وحيث لم يؤاخ رسول الله بينه وبين أحد من الأنصار وجد في نفسه ، لكنّ الله تعالى ورسوله أبيا إلا تفضيله ، فكان هو ورسول الله أخوين على خلاف القياس المطرد يومئذ بين جميع المهاجرين والأنصار.
(١) كما في آخر الباب ٩ من ينابيع المودّة ، نقلاً عن كتاب فضائل أهل البيت لأخطب خوارزم.
(٢) كما في الباب ١٧ من ينابيع المودّة.
(٣) سورة يونس ١٠ : ٨٧.