ولمّا حضرته الوفاة ـ بأبي هو وأُمّي ـ قال : ادعو إليّ أخي ، فدعوا عليّاً ، فقال : ادن منّي ، فدنا منه وأسنده إليه ، فلم يزل كذلك وهو يكلّمه حتّى فاضت نفسه الزكية ، فأصابه بعض ريقه صلّى الله عليه وآله وسلّم (١).
وقال صـلّى الله علـيه وآلـه وسـلّم : مكتـوب على باب الجنّة : لا إله إلاّ الله محمّـد رسول الله عليّ أخو رسول الله .. الحديث (٢).
وأوحى الله عزّ وجلّ ـ ليلة المبيت على الفراش ـ إلى جبرائيل وميكائيل : إنّي آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحـبه بالحياة؟!
فاختار كلاهـما الحـياة ؛ فأوحـى الله إليهما : ألا كنتـما مثل عليّ بن أبي طالب؟! آخيت بينه وبين محمّـد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه. الاستيعاب
فنزلا ، فكان جبرائيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرائيل ينادي : بخٍ بخٍ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة؟! وأنـزل الله تعالى في ذلك : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) .. الحديث (٣).
____________
منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص ٣٢ من الجزء الخامس من المسند.
(١) أخرجه ابن سـعد في ص ٥١ من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته ، وهو في ص ٥٥ من الجزء ٤ من كنز العمّال.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط ، والخطيب في المتّفق والمفترق ، ونقله صاحب كنز العمّال ، فراجع من منتخبه ما هو في هامش ص ٣٥ من الجزء ٥ من مسند أحـمد ، ونقله في هامش ص ٤٦ عن ابن عساكر.
(٣) أخرجه أصحاب السُـنن في مسانيدهم ، وذكره الإمام فخر الدين الرازي في تفسير