أيضاً ، فقال (١) : وأخرج رسول الله عمّه العبّـاس وغيره من المسجد ، فقال له العبّـاس : تخرجنا وتسكن عليّاً؟! فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه.
وقال زيد بن أرقم (٢) : كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ. فتكلّم الناس في ذلك ، فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب عليّ ، فقال فيه قائلكم ، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكنّي أُمرت بشيء فاتّبعته.
وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عبّـاس (٣) : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قام يومئذ فقال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ، ولكن الله أخرجكم وتركه ، إنّما أنا عبـد مأمور ، ما أُمرت به فعلت ، (إن أتّبعُ إلاّ ما يوحى إليّ) (٤).
وقال رسول الله صـلّى الله عليه وآله وسلّم (٥) : يا عليّ! لا يحلّ لأحد
____________
(١) كما في أوّل صفحة ١١٧ من الجزء ٣ من المستدرك ، وهذا الحديث من صحاح السُـنن ، وقد أخرجه غير واحد من أثبات السُـنّة وثقاتها.
(٢) في ما أخرجه عنه الإمام أحمد في ص ٣٦٩ من الجزء الرابع من المسند. وأخرجه الضياء أيضاً كما في كنز العمّال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص ٢٩ من الجزء ٥ من المسـند.
(٣) نقله عنه المتّقي الهندي في آخر هامش الصفحة التي أشرنا الآن إليها.
(٤) سورة الأنعام ٦ : ٥٠ ، سورة يونس ١٠ : ١٥ ، سورة الأحقاف ٤٦ : ٩.
(٥) في ما أخرجه الترمذي في صـحيحه ، ونقله عنه المتّقي الهندي في ما أشرنا الآن إليه من منتخبه. وأخرجه البزّار عن سعد كما في الحديث ١٣ من الأحاديث التي أوردها ابن حجر في الفصل ٢ من الباب ٩ من صـواعقه ، فراجع منها ص ٧٣.