على أصحابه؟! قال : نعم ، قال : فأنا والله أخو رسول الله ، وابن عمّه. فنزع عمر رداءه فبسطه ، وقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتّى نتفرّق ، فلم يزل جالساً عليه ، وعمر بين يديه حتّى تفرقوا ، بخوعاً لأخي رسول الله وابن عمّه!
شـطّ بنا القلم فنقول :
* وأمر صلّى الله عليه وآله وسلّم بسـدّ أبواب الصحابة من المسجد تنزيهاً له عن الجنب والجنابة ، لكنّه أبقى باب عليّ ، وأباح له عن الله تعالى أن يجنب في المسجد ، كما كان هذا مباحاً لهارون ، فدلّنا ذلك على عموم المشابهة بين الهارونين عليهما السلام ..
قال ابن عبّـاس : وسـدّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أبواب المسجد غير باب عليّ ، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ، ليس له طريق غيره .. الحديث (١).
وقال عمر بن الخطّاب من حديث صحيح (٢) على شرط الشيخين أيضاً : لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب ثلاثاً ، لأنْ تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم : زوجته فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله يحلّ له ما يحلّ له فيه ، والراية يوم خيبر.
وذكر سعد بن مالك يوماً بعض خصائص عليّ في حديث صحيح
____________
(١) هذا الحديث طويل فيه عشرة من خصائص عليّ ، وقد أوردناه في المراجعة ٢٦.
(٢) هو موجود في ص ١٢٥ من الجزء ٣ من المستدرك. وأخرجه أبو يعلى كما في الفصل ٣ من الباب ٩ من الصواعق ، فراجع منها ص ٧٦. وأخرجه بهذا المعنى مع قرب الألفاظ أحمد بن حنبل من حديث عبـد الله بن عمر في ص ٢٦ من الجزء الثاني من مسـنده. ورواه عن كلّ من عمر وابنه عبـد الله غير واحد من الأثبات بأسانيد مختلفة.