ذكر السـيّد بعضها ، ولا حاجة إلى التطويل.
فيكون حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة المقطوع بصدورها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
تشكيك الآمـدي :
لكنّهم متى كان الحديث يضرّ بمذهبهم في الخلافة حاولوا تضعيفه أو التشكيك في صـحّته ، حتّى مع كونه في الصحيحين وبطرقٍ متعدّدة!! ولذا تراهم يستندون في الجواب عن حديث المنزلة إلى تشكيك الآمدي ..
قال في شرح المواقف : «والجواب : منع صحّة الحديث كما منعه الآمدي ...» (١).
هذا ، مع علمهم بحال الآمدي ، الذي ذكر الذهبي أنّه : «قد نُفي من دمشق لسوء اعتقاده ، وصحّ أنّه كان يترك الصلاة. نسأل الله العافية» (٢).
وعجيبٌ أمر هؤلاء!!
فمتى شاءت أهواؤهم رجعوا إلى كتابي البخاري ومسلم لإثبات حديثٍ ، قائلين : هو من أحاديث الصحيحين ، أو لردّ حديثٍ ، متشبّثين بعـدم إخراج الشيخين له ، ومتى ما شاءت أهواؤهم أنْ يردّوا حديثاً ، تكلّموا فيه وشكّكوا في صحّته ، مع وجوده فيهما ، متناسين ما يزعمونه لهما من المنازل والمقامات ، في اليقظة والمنامات!!
وكذلك الاعتماد على الأشخاص والاستناد إلى أقوالهم ، فلو راجعت كتبـهم في الحديث والرجال لرأيتهم يكثرون من النقل عن عبـد الرحمن
____________
(١) شرح المواقف ٨ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٥٩.