ابن خراش والأخذ بآرائه ، لكنّه لمّا قال بكذب حديث : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة» جعلوا يسبّونه سبّ الّذين كفروا (١)!!
وأيضاً تراهم يعتمدون في جرح من أرادوا جرحه على تجريحات أبي الفتح الأزدي ، فإنْ جَرَح من يريدون توثيقه قالوا : «ليت الأزدي عرف ضعف نفسـه!!» (٢).
وعلى الجملة ، فإنّهم يتّبعون الأهواء والميول في الردّ والقبول ، للأحاديث والأقوال ، ولنكتفِ بهذا القدر لضيق المجال ..
هذا كلّه في ما يتعلّق بجهة السـند.
وفي جهة الدلالة نقاط :
ظهور لفظه في العموم :
إنّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة» ظاهر في عموم المنزلة ؛ لأنّ كلمة «المنزلة» اسم جنسٍ جاء مضافاً إلى «هارون» ، ثمّ استثنى من ذلك «النبوّة» بكلمة «إلاّ» الاستثنائية ..
وقـد نصّـوا على أنّ اسـم الجنس المضاف مـن ألفاظ العمـوم ، كما لا يخفـى على من يراجع كتب الأُصول والأدب وغيرهما من العلوم ، كـ : شرح مختصر الأُصول في مبحث الصيغ الموضوعة للعموم ، وفي مباحث العموم والخصوص من شرح جمع الجوامع ، وعقد له ابن نجيم قاعدةً في كتاب الأشباه والنظائر ، وتعرّض له شرّاح المطوّل والمختصر بشرح كلام
____________
(١) راجع ترجمته في : تذكرة الحفّاظ ، سير أعلام النبلاء ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٠٠.
(٢) مقدّمة فتح الباري : ٤٣٠.