وأقدم ما وجدته من تعاريف الجمع اصطلاحاً قول الرمّاني ( ت ٣٨٤ هـ ) : « الجمع : صيغة مبنيّة من الواحد للدلالة علىٰ العدد الزائد علىٰ الاثنين » (١) . .
فقوله : « صيغة مبنيّة من الواحد » ، لإخراج ما دلّ علىٰ أكثر من اثنين ولا يسمّىٰ جمعاً اصطلاحاً ، كاسم الجنس وٱسم الجمع ، نحو : تمر ، ورهط .
وقوله : « للدلالة علىٰ العدد الزائد علىٰ الاثنين » ، لإخراج المثنّىٰ ؛ فإنّه أيضاً صيغة مبنيّة من الواحد ، ولكنّه ليس جمعاً .
وتابعه علىٰ هذا التعريف ابن الأنباري ( ت ٥٧٧ هـ ) ، وعقّب عليه موضّحاً : « والأصل فيه : العطف ، كالتثنية ، إلّا أنّهم لمّا عدلوا عن التكرار في التثنية طلباً للاختصار ، كان ذلك في الجمع أوْلىٰ » (٢) .
وعرّفه ابن برهان ( ت ٤٥٦ هـ ) بقوله : « الجمع : ضمّ غير المفرد إلىٰ المفرد » (٣) .
ويلاحظ عليه : أنّه تعريف للجمع بمعناه المصدري بوصفه فعلاً يمارسه الجامع ، وليس تعريفاً للجمع بوصفه عنواناً لمعناه الاصطلاحي ، وهذه الملاحظة ترد أيضاً علىٰ التعريفين التاليين للجزولي وٱبن عصفور . .
قال الجزولي ( ت ٦٠٧ هـ ) : « الجمع : ضمّ واحد إلىٰ أكثر منه بشرط
__________________
ب ـ المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ١٨٨ .
ج ـ الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ١٦١ .
(١) الحدود النحوية ، الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في اللغة والنحو ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : ٣٩ .
(٢) أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري ، تحقيق محمّد حسين شمس الدين : ٤٦ .
(٣) شرح اللمع ، ابن برهان العكبري ، تحقيق فائز فارس ١ / ٢٤ .