وٱحترز بقوله : ( وفي الدلالة . . . إلىٰ آخره ) من نحو : ( قريش ) ، فليس جمعَ قرشيٍّ ؛ لأنّه وإن وافقه في أصلِ اللفظ فهو مخالف في الدلالة عند العطف ؛ لأنّ مدلول قُرشِيٍّ وقُرشِيٍّ وقُرَشِيٍّ ، جماعة منسوبة إلىٰ قريش » (١) .
وعرّفه ابن الناظم ( ت ٦٨٦ هـ ) بقوله : « الموضوع للآحادِ المجتمعة هو الجمع » (٢) .
وقد خالف ابن الناظم أباه في هذا التعريف ؛ إذ لم يشترط كون الجمع له واحد من لفظه ، وقال بشأن التفريق بين الجمع وٱسم الجمع وٱسم الجنس : « إنّ الدالّ علىٰ أكثر من اثنين بشهادة التأمّل :
إمّا أن يكون موضوعاً للآحاد المجتمعة دالّاً عليها دلالة تكرار الواحد بالعطف . .
وإمّا أن يكون موضوعاً لمجموع الآحاد دالّاً عليها دلالة المفرد علىٰ جملة أجزاء مسمّاه . .
وإمّا أن يكون موضوعاً للحقيقة ملغىً فيها اعتبار الفردية والجمعية إلّا أنّ الواحد ينتفي بنفيه .
فالموضوع للآحاد المجتمعة هو الجمع ، سواء كان له واحد من لفظه مستعمل ، كرجال وأُسود ، أو لم يكن ، كأبابيل .
والموضوع لمجموع الآحاد هو اسم الجمع ، سواء كان له واحد من لفظه ، كركب وصحب ، أو لم يكن ، كقومٍ ورهطٍ .
__________________
(١) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، أبو عبد الله السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي ٣ / ١٠٢٧ .
(٢) شرح ابن الناظم علىٰ الألفية : ١٤ .