وخرج بقوله : ( مقصودة بحروف مفرده بتغيير مّا ) اسم الجمع ، نحو : إبل وغنم ؛ لأنّها وإن دلّت علىٰ آحادٍ ، لكن لم يقصد إلىٰ تلك الآحاد ، بأن أُخذت حروف مفردها وغُيّرت تغييراً مّا ، بل آحادها ألفاظ من غير لفظها ، كبعير وشاة . . .
ويخرج أيضاً اسم الجنس الذي يكون الفرق بينه وبين مفرده إمّا بالتاء ، نحو : تمرة وتمر ، أو بالياء ، نحو : روميٌّ وروم ؛ وذلك لأنّها لا تدلّ علىٰ آحادٍ ؛ إذ اللفظ لم يوضع للآحاد ، بل وضع لِما فيه الماهية المعيّنة » (١) .
وقال ابن مالك ( ت ٦٧٢ هـ ) في تعريف الجمع : « ما له واحدٌ من لفظه صالح لعطف مثليه أو أمثاله عليه دون اختلافِ معنىً » (٢) .
وقال أيضاً في التسهيل : « كلّ اسم دلّ علىٰ أكثر من اثنين . . . فإن كان له واحد يوافقه في أصلِ اللفظِ دون الهيئة ، وفي الدلالة عند عطف أمثاله عليه ، فهو جمع » (٣) .
وشرحه السلسيلي قائلاً : « مثال الذي يوافقه في أصلِ اللفظ دون الهيئة كرجال ، فرجل يوافقه في أصلِ اللفظ دون الهيئة ، وٱحترز [ بذلك ] من ( جُنُب ) ومن ( فُلك ) للمفرد والجمع ؛ فإنّهما متوافقان في اللفظ والهيئة ، فلا يكون المرادُ به الجمعُ جمعاً للمراد به المفرد ، بل هو من الألفاظ التي اشترك فيها المفرد وغيره . .
__________________
(١) شرح الرضي علىٰ الكافية ٣ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ .
(٢) شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي ١ / ١٩١ .
(٣) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّد كامل بركات : ٢٦٧ .