وإذا اتّفقت الألفاظ والمعاني ، أو المعنى الموجب للتسمية ، وكانت نكراتٍ جُمعت ، نحو قولك في المتّفقة الألفاظ والمعاني : زيدون ورجال ، وفي المتّفقة الألفاظ والمعنى الموجب للتسمية : الأحامرة ، في اللحم والخمر والزعفران ، قال :
إنّ الأحامرةَ الثلاثة أتلفتْ |
|
مالي ، وكنتُ بهنَّ قِدماً مولعا |
الرّاح واللحم السمين وأطّلي |
|
بالزعفرانِ فلا أزال مولّعا » (١) |
وأمّا ابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ ) فقد عرّف الجمع بأنّه : « ما دلّ على آحادٍ مقصودة بحروفِ مفردِهِ بتغيير مّا » (٢) .
وقال الرضي شارحاً هذا التعريف : « قوله : ( ما دلّ على آحادٍ ) ، يشمل المجموع وغيره من اسم الجنس كتمر ونخل ، وٱسم الجمع كرهط ونفر (٣) ، والعدد كثلاثة وعشرة . .
ومعنىٰ قوله : ( مقصودة بحروفِ مفردهِ بتغيير مّا ) ، أي : تقصد تلك الآحاد ، ويدلّ عليها بأن يؤتىٰ بحروف مفردِ ذلك الدالّ عليها مع تغيير مّا في تلك الحروف . . .
ودخل في قوله : ( بتغيير مّا ) جمعا السلامة ؛ لأنّ الواو والنون في آخر الاسم من تمامه ، وكذا الألف والتاء ، فتغيّرت الكلمة بهذه الزيادات إلىٰ صيغة أُخرى . .
__________________
(١) المقرّب ، ابن عصفور : ٤٤٣ .
(٢) أ ـ شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٣٦٥ .
ب ـ الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي ٣ / ٤٥ ـ ٤٦ .
(٣) في هذه النقطة خلاف بين بعض المتقدّمين أشار إليه الرضي في شرحه علىٰ الكافية ـ ٣ / ٣٦٧ ـ بقوله : « وعند الفرّاء : كلّ ما له واحد من تركيبه سواء كان اسم جمع كبقر وركب ، أو اسم جنس كتمر وروم ، فهو جمع » .