اشترط في جمعه هذا الجمع اجتماع أربعة شروط فيه : الذكورية في المعنى ، والعلمية ، والعقل ، وخلوّه من هاء التأنيث . . . وإن كان صفة اشترط فيه ثلاثة شروط : الذكورية لفظاً ومعنىً ، والعقل ، وأن لا يمتنع مؤنّثه من الألف والتاء » (١) .
وما لم تتوفّر فيه تلك الشروط من الجامد والصفة ، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم .
قال ابن مالك ( ت ٦٧٢ هـ ) في أُرجوزته :
وارفع بواوٍ وبيا ﭐجرر وﭐنصبِ |
|
سالمَ جمعِ عامرٍ ومذنبِ |
وشبهِ ذينِ ، وبه عشرونا |
|
وبابُهُ أُلحقَ والأهلونا |
وقد ترك هذا تأثيره في طريقة التعريف بهذا الجمع ، فاصبحوا يجعلون جنسه : ( ما سلم فيه بناء الواحد ) ، ويجعلون فصله : توفّر الشروط المذكورة .
قال ابن عقيل ( ت ٧٦٩ هـ ) في تعريفه : « هو ما سلم فيه بناء الواحد ، ووجد فيه الشروط التي سبق ذكرها ، فما ليس له واحد من لفظه ، أو له واحد غير مستكمل للشروط ، فليس بجمع مذكّر سالم ، بل هو ملحق به . .
فعشرون وبابه ـ وهو ثلاثون إلىٰ تسعين ـ ملحق بجمع المذكّر السالم ؛ إذ لا يقال : عشر ، وكذلك ( أهلون ) ملحق به ؛ لأنّ مفرده وهو ( أهل ) ليس فيه الشروط المذكورة ، لأنّه اسم جنس جامد ، كرجل ، وكذلك ( أولو ) ؛ لأنّه لا واحد له من لفظه ، وعالَمون جمع ( عالَم ) ، وعالم كرجل اسم جنس
__________________
(١) التوطئة ، أبو علي الشلوبيني : ١٢٦