وقال يحيىٰ بن معين : « سفيان أحبّ إليَّ من مالك في كلّ شيء » (١) .
تحريف البخاري « الخوخة » إلىٰ « الباب » :
ثمّ إنّ البخاري بعد أن أخرج الحديث عن ابن عبّاس في « باب الخوخة والممرّ في المسجد » ـ كما عرفت ـ حرّفه في « باب المناقب » ؛ إذ قال : « باب قول النبي صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر . قاله ابن عبّاس عن النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم » .
فاضطرب الشرّاح في توجيه هذا التحريف ، فاضطرّوا إلى حمل ذلك علىٰ أنّه نقل بالمعنىٰ ؛ قال ابن حجر : « وصله المصنّف في الصلاة بلفظ : سدّوا عنّي كلّ خوخة ، فكأنّه ذكره بالمعنىٰ » (٢) . .
وقال العيني : « هذا وصله البخاري في الصلاة بلفظ : سدّوا عنّي كلّ خوخة في المسجد ، وهذا هنا نقل بالمعنىٰ . . . » (٣) .
وهل يصدق علىٰ نقل « الخوخة » إلىٰ « الباب » أنّه نقل بالمعنىٰ ؟! علىٰ أنّ ابن حجر نفسه غير جازم بذلك ؛ فيقول : « كأنّه . . . » ! !
وكما حرّف الحديث عن ابن عبّاس ، كذلك حرّف حديث أبي سعيد الذي أخرجه في « باب هجرة النبيّ » ـ كما عرفت ـ فقال في « باب المناقب » : « حدّثني عبد الله بن محمّد ، حدّثني أبو عامر ، حدّثنا فليح ، قال : حدّثني سالم أبو النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٢٣ ، وص ١٦٤ ، جامع بيان العلم ٢ / ١٥٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٣٢ .
(٢) فتح الباري ١ / ٤٤٢ .
(٣) عمدة القاري ٤ / ٢٤٥ .