« الخوخة » لا « الباب » ، فما عند البخاري هنا محرَّف قطعاً ، وقد تقدّم كلام بعض الشرّاح في محاولة توجيهه .
ثمّ إنّ في سند البخاري في « باب الخوخة والممرّ في المسجد » مشكلة أُخرىٰ ، وهي : إنّ « عبيد بن حنين » لا يروي عن « بسر بن سعيد » وهذا ما نصّ عليه القوم واضطربوا في توجيهه كذلك :
قال ابن حجر : « قال الدارقطني : هذا السياق غير محفوظ ، وٱختلف فيه علىٰ فليح . . . » ، فذكر ثلاثة أوجه مختلفة ، ثمّ شرع في الجواب عن هذا الاعتراض والدفاع عن البخاري .
هذا في مقدّمة فتح الباري ، في الحديث الرابع من الأحاديث التي اعترض فيها علىٰ البخاري .
وأمّا في شرح الحديث ، فقد حاول دفع الإشكال بأنّ الحديث عند « أبي النضر » عن شيخين هما « بسر » و « عبيد » ، وأنّ « فليحاً » كان يجمعهما مرّةً ويقتصر علىٰ أحدهما أُخرىٰ . هكذا قال ، لكنّه اضطرّ إلىٰ الاعتراف بالخطأ فقال : « فلم يبق إلّا أنّ محمّد بن سنان أخطأ في حذف الواو العاطفة ، مع احتمال أن يكون الخطأ من فليح حال تحديثه له به » .
هذا بالنسبة إلىٰ حديث « الخوخة » وألفاظه وأسانيده .
الاعتراف بحديث سدّ الأبواب ومحاولات الجمع :
ثمّ إنّ جمعاً من الحفّاظ المحقّقين اعترفوا بصحّة حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، وجعلوا يردّون علىٰ القول بوضعه بشدّة . .
قال ابن حجر بشرحه : « تنبيه : جاء في سدّ الأبواب التي حول المسجد أحاديث يخالف ظاهرها حديث الباب ، منها :