فقلت لابن عمر : أخبرني عن عليّ وعثمان . فذكر الحديث وفيه : وأمّا عليّ فلا تسأل عنه أحداً ، وٱنظر إلىٰ منزلته من رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه . ورجاله رجال الصحيح إلّا العلاء ، وقد وثّقه يحيىٰ بن معين وغيره .
وهذه الأحاديث يقوّي بعضها بعضاً ، وكلّ طريقٍ منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها .
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقّاص ، وزيد بن أرقم ، وٱبن عمر ، مقتصراً علىٰ بعض طرقه عنهم ، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته ، وليس ذلك بقادح ؛ لِما ذكرت من كثرة الطرق . .
وأعلّه أيضاً بأنّه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر ، وزعم أنّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر . انتهىٰ .
وأخطأ في ذلك خطأً شنيعاً ، فإنّه سلك في ذلك ردّ الأحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة ، مع أنّ الجمع بين القصّتين ممكن . . . » (١) .
ولابن حجر كلام مثله في كتابه : القول المسدّد (٢) .
وقد أورد السيوطي كلام ابن حجر في معرض الردّ علىٰ ابن الجوزي ، قال :
« قلت : قال الحافظ ابن حجر في القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد : قول ابن الجوزي في هذا الحديث أنّه باطل وأنّه موضوع ، دعوىً
__________________
(١) فتح الباري ٧ / ١١ ـ ١٢ .
(٢) القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد : ١٦ ـ ٢٠ .