صاحباه ، فأعرض عنه ، وقام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل عليهم رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، والغضب يبصر في وجهه فقال : ما تريدون من عليّ ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١) .
وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص ٣٥٦ من الجزء الخامس من مسند أحمد ، قال : بعث رسول الله بعثين إلىٰ اليمن ، علىٰ أحدهما عليّ بن أبي طالب ، وعلىٰ الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ علىٰ الناس (٢) ، وإن افترقتم فكلّ واحد منكما علىٰ جنده . .
__________________
(١) أخرجه غير واحد من أصحاب السُنن :
كالإمام النسائي في خصائصه العلوية .
وأحمد بن حنبل من حديث عمران في أوّل ص ٤٣٨ من الجزء الرابع من مسنده .
والحاكم في ص ١١١ من الجزء ٣ من المستدرك .
والذهبي في تلخيص المستدرك مسلّماً بصحّته علىٰ شرط مسلم .
وأخرجه ابن أبي شيبة ، وٱبن جرير ، وصحّحه في ما نقل عنهما المتّقي الهندي في أوّل ص ٤٠٠ من الجزء ٦ من كنز العمّال .
وأخرجه أيضاً الترمذي بإسناد قويّ ، في ما ذكره العسقلاني في ترجمة عليّ من إصابته .
ونقله علّامة المعتزلة في ص ٤٥٠ من المجلّد الثاني من شرح النهج ، ثمّ قال : رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرّة ، ورواه في كتاب فضائل عليّ ، ورواه أكثر المحدّثين .
(٢) ما أمّر رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم أحداً علىٰ عليّ مدّة حياته ، بل كانت له الإمرة علىٰ غيره ، وكان حامل لوائه في كلّ زحف ، بخلاف غيره ؛ فإنّ أبا بكر وعمر كانا من أجناد أُسامة ، وتحت لوائه الذي عقده له رسول الله حين أمّره في غزوة « مؤتة » ، وعبّأهما بنفسه صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم في ذلك الجيش بإجماع أهل الأخبار . .
وقد جعلهما أيضاً من أجناد
ابن العاص في غزوة « ذات السلاسل » ، ولهما قضية