قال : فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون علىٰ المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفىٰ عليّ امرأة من السبي لنفسه ؛ قال بريدة : فكتب معي خالد إلىٰ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، دفعت الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه ، فقلت : يا رسول الله ! هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أُطيعه ، ففعلت ما أُرسلت به .
فقال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : لا تقع في عليّ ؛ فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي (١) . انتهىٰ .
__________________
في تلك الغزوة مع أميرهما عمرو بن العاص ، أخرجها الحاكم في ص ٤٣ من الجزء ٣ من المستدرك ، وأوردها الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحّة ذلك الحديث ، أمّا عليّ فلم يكن مأموراً ولا تابعاً لغير النبيّ منذ بعث إلىٰ أن قبض صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم .
(١) هذا ما أخرجه أحمد في ص ٣٥٦ من طريق عبد الله بن بريدة ، عن أبيه . .
وأخرج ـ في ص ٣٤٧ من الجزء ٥ من مسنده ـ من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة ، قال : غزوت مع عليّ اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت علىٰ رسول الله ذكرت عليّاً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله يتغيّر ، فقال : يا بريدة ! ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قلت : بلىٰ يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه . انتهىٰ .
وأخرجه الحاكم في ص ١١٠ من الجزء ٣ من المستدرك ، وغير واحد من المحدّثين ، وهو كما تراه صريح في المطلوب ؛ فإنّ تقديم قوله : ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قرينة علىٰ أنّ المراد بالمولىٰ في هذا الحديث إنّما هو الأوْلىٰ ، كما لا يخفىٰ .
ونظير هذا الحديث ما أخرجه
غير واحد من المحدّثين ـ كالإمام أحمد في آخر ص ٤٨٣ من الجزء ٣ من مسنده ـ عن عمرو بن شاس الأسلمي ، قال : وكان من