وخامساً : وبما ذكرنا يظهر اندفاع الإشكال في أسانيد هذه الأحاديث ، ويتمّ وثاقة « أبي بلج يحيىٰ بن سليم الفزاري » ، و « جعفر بن سليمان » ، و « أجلح بن عبد الله أبي حجيّة الكندي الكوفي » .
ومع ذلك نورد بعض الكلمات في حقّ كلّ واحدٍ منهم :
ترجمة أبي بلج :
قال الحافظ المزّي : « أبو بلج الفزاري الواسطي . . . روىٰ عنه : إبراهيم ابن المختار ، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة ، وحصين بن نمير ، وزائدة ابن قدامة ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري ، وسويد بن عبد العزيز ، وشعبة بن الحجّاج . . .
قال إسحاق بن منصور عن يحيىٰ بن معين : ثقة .
وكذلك قال محمّد بن سعد ، والنسائي ، والدارقطني .
وقال البخاري : فيه نظر .
وقال أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به .
وقال محمّد بن سعد : قال يزيد بن هارون : قد رأيت أبا بلج ، وكان جاراً لنا ، وكان يتّخذ الحمام يستأنس بهنّ ، وكان يذكر الله كثيراً وقال : لو قامت القيامة لدخلت الجنّة ، يقول : لذكر الله عزّ وجلّ .
روىٰ له الأربعة » (١) .
فأبو بلج من رجال أربعةٍ من الصحاح الستّة ، وأصحابها ـ وهم : أبو داود والترمذي والنسائي وٱبن ماجة ـ يصحّحون حديثه . .
__________________
(١) تهذيب الكمال ٣٣ / ١٦٢ .