واحدٍ من أئمّتهم ، حتّىٰ ذكره الحافظ الذهبي في كتابه في الضعفاء ودافع عنه (١) .
٢ ـ إنّ التشيّع والرفض لا يمنع من قبول الراوي عند المحقّقين منهم ، كابن حبّان ، والذهبي ، وٱبن حجر العسقلاني وغيرهم ، وقد حقّقنا ذلك في بحوثنا المتقدّمة ، ونكتفي هنا بإيراد كلام الحافظ أبي حاتم ابن حبّان بترجمة « جعفر بن سليمان » ، فإنّه قال :
« جعفر بن سليمان . . . روى عنه ابن المبارك وأهل العراق ، ومات في رجب سنة ١٧٨ ، وكان يبغض الشيخين ؛ حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا إسحاق بن أبي كامل ، ثنا جرير بن يزيد بن هارون ـ بين يدي أبيه ـ قال : بعثني أبي إلىٰ جعفر بن سليمان الضبعي ، فقلت له : بلغنا أنّك تسبّ أبا بكر وعمر . قال : أمّا السبّ فلا ، ولكنّ البغض ما شئت . قال : وإذا هو رافضي مثل الحمار .
قال أبو حاتم : وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلىٰ أهل البيت ، ولم يكن بداعيةٍ إلىٰ مذهبه . .
وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف في أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره جائز ، فإذا دعا إلىٰ بدعته سقط الاحتجاج بأخباره ، ولهذه العلّة تركنا حديث جماعة ممّن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات ، وٱحتججنا بأقوامٍ ثقات انتحالهم سوء غير أنّهم لم يكونوا يدعون إليه . وٱنتحال العبد بينه وبين ربّه
__________________
(١) المغني في الضعفاء ٢ / ٢٦٨ .