إن شاء عذّبه عليه وإنْ شاء غفر له . وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات علىٰ حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا » (١) .
هذا بالنسبة إلىٰ السند باختصار .
* وأمّا الدلالة :
فقد ذكر السيّد ـ رحمه الله ـ في الجواب عمّا يقال من كون « الوليّ » مشتركاً لفظيّاً ما نصّه :
« ذكرتم في جملة معاني الوليّ : إنّ كلّ من ولي أمر أحد فهو وليّه ، وهذا هو المقصود من الوليّ في تلك الأحاديث ، وهو المتبادر عند سماعها ، نظير قولنا : ولي القاصر أبوه وجدّه لأبيه ، ثمّ وصي أحدهما ، ثمّ الحاكم الشرعي ؛ فإنّ معناه أنّ هؤلاء هم الّذين يلون أمره ويتصرّفون بشؤونه .
والقرائن علىٰ إرادة هذا المعنىٰ من الوليّ في تلك الأحاديث لا تكاد تخفىٰ علىٰ أُولي الألباب ؛ فإنّ قوله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم : « وهو وليّكم بعدي » ظاهر في قصر هذه الولاية عليه ، وحصرها فيه (٢) ، وهذا يوجب تعيين المعنىٰ الذي قلناه ، ولا يجتمع مع إرادة غيره ؛ لأنّ النصرة والمحبّة والصداقة ونحوها غير مقصورة علىٰ أحد ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض . .
وأيّ ميزة أو مزية أراد النبيّ إثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليّه ، إذا كان معنىٰ الوالي غير الذي قلناه ؟!
__________________
(١) كتاب الثقات ٦ / ١٤٠ .
(٢) لأنّ معنىٰ قوله : « وهو وليّكم بعدي » أنّه هو لا غيره وليّكم بعدي .