ثمّ ذكر ما قاله أبو محمّد بن متّويه في كتاب الكفاية : « أمّا أبو موسىٰ فإنّه عظم جرمه بما فعله ، وأدّىٰ ذلك إلىٰ الضرر الذي لم يخف حاله ، وكان عليّ عليهالسلام يقنت عليه وعلىٰ غيره فيقول : اللّهمّ العن معاوية أوّلاً وعَمْراً ثانياً وأبا الأعور السلمي ثالثاً وأبا موسىٰ الأشعري رابعاً .
وروي عنه عليهالسلام أنّه كان يقول في أبي موسىٰ : صبغ بالعلم صبغاً وسلخ منه سلخاً » (١) .
وقال المزّي في تهذيب الكمال : « وعمل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ زبيد وساحل اليمن ـ وهذا قبل تبوك كما لا يخفىٰ ـ .
وٱستعمله عمر بن الخطّاب علىٰ الكوفة والبصرة ، وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالأُردن ، وشهد خطبة عمر بالجابية ، وقدم دمشق علىٰ معاوية .
ـ إلىٰ أن قال : ـ وقال مجالد ، عن الشعبي : كتب عمر في وصيّته : أن لا يقرّ لي عامل أكثر من سنة ، وأقرّوا الأشعري أربع سنين » (٢) .
وفي تاريخ دمشق عن أبي تحيىٰ حكيم ، كنت جالساً مع عمّار فجاء أبو موسىٰ ، فقال [ عمّار ] : ما لي ولك ؟!
قال : ألست أخاك ؟!
قال : ما أدري ، إلّا أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلعنك ليلة الجمل .
قال : إنّه استغفر لي .
قال عمّار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار » (٣) .
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٣١٤ ـ ٣١٥ .
(٢) تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٤ .
(٣) تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٠٨ ح ٣٧٥٥٤ .