قال : اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا ..
وروى عن عبيد بن زرارة ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها».
٦ ـ علماء المذهب واصلوا خطّ الأئمّة عليهم السلام في العناية بالتراث :
وضع محدّث الإسلام الكليني قدس سره في الكافي ١ / ٥٢ عنواناً باسم : «باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب» ، وممّا رواه فيه أنّ أبا بصير سأل الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله جلّ ثناؤه : (الّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ أُولَئِكَ الّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ) (١)؟ فقال : هو الرجل يسمع الحديث فيحدّث به كما سمعه ، لايزيد فيه ولا ينقص منه».
وروى سؤال محمّـد بن الحسن للإمام الجواد عليه السلام ، قال له : جعلت فداك ، إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبـد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ».
وقال الصدوق قدس سره في كمال الدين : ١٩ : «وذلك أنّ الأئمّة عليهم السلام قد أخبروا بغيبته عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم في ما نقل عنهم واستحفظ في الصـحف ، ودوّن في الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة ..
أمام هذا الواقع العريق ، وهذه الثروة العظيمة من التراث ، كان لا بُدّ من النهوض بخدمة تراثنا وتقديمه إلى العالم في أحسن حُلّة مادية ومعنوية ، ولهذا الهدف الكبير كان العديد من المؤسّسات والمراكز العلمية والثقافية.
هيئـة التحـرير
____________
(١) سورة الزمر ٣٩ : ١٨.