وقد جَمعتْ هذه المؤلّفات بين سهولة العبارة وبلاغتها ، وبين متانة محتواها وقوّة دلالتها على المطلوب.
ونظرة سريعة لآثار هذا الرجل الفذّ المتمثّلة بمؤلّفاته وإجازاته ، يتّضح لنا جليّاً القدرة البلاغية العالية التي كان يتّصف بها.
ولا عجب في ذلك ؛ فقد نشأ وترعرع ودرس في جبل عامل ، وهو آنذاك مدرسة علميّة تتّصف بقوّة بلاغتها ، ثمّ سافر إلى عواصم البلدان الإسلامية كمصر ودمشق وبيت المقدس وتتلمذ على كبار علمائها.
وقد استشهد الكركي في مصنّفاته بمجموعة من الأبيات الشعريّة ، فقمتُ بجمعها بعد استقراءٍ كاملٍ لمؤلّفاته جميعها ، سواء المطبوع منها والمخطوط ، فأوردتُ الشاهد الشعري مرتّباً حسب القافية ، وأوضحت كيفية الاستشهاد به ، وتحدّثت قليلاً عن قائله ، والمناسبة التي قيل فيها.
والحمد لله ربّ العالمين.
* * *