قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّـي مَرْحَبُ |
|
شَاكٍ سِلاحي بَطَلٌ مُجَرَّبُ |
إذا اللّيوثُ أقْبَلَتْ تَلَهّبُ |
|
وَأحْجَمـتَ عَنْ صَوْلَةِ المُغَلَّبُ |
وفي شعر عليّ عليه السلام هكذا : أكيلكْمُ بالصّاعِ كَيْلَ السَّنْدرهْ.
وفي رواية أُخرى له فيها : (كريهِ المَنْظَرَهْ) و (أوفِيهُمُ بالصّاعِ) (١).
وأخرجه الحلبي في السيرة ، وفيه : (ضُرْغامِ آجامٍ وَلَيْثٍ قَسْوَرَهْ) ثمّ قال : فإنّ أُمّ عليّ سمّته أسداً باسم أبيها ، وكان أبوه أبو طالب غائباً ، فلمّا قدم كره ذلك وسمّاه عليّاً.
ومن أسماء الأسد : حيدره ، والحيدره : الغليظ القوي.
وقيل : لقّب بذلك في صغره ؛ لأنّه كان عظيم البطن ممتلأً لحماً ، ومن كان كذلك يقال له حيدرة.
ويقال : إنّ ذلك كان كشفاً من عليّ ، فإنّ مرحباً كان رأى في تلك الليلة في المنام أنّ أسداً افترسه ، فذكّره عليّ بذلك ليخيفه ويضعف نفسه.
ويروى أنّ عليّاً ضرب مرحباً فتترّس فوقع السيف على الترس فقدّه ، وشقّ المغفر والحجر الذي تحته والعمامتين ، وفلق هامته حتّى أخذ السيف في الأضراس ، وإلى ذلك يشير بعضهم ـ وقد أجاد ـ بقوله :
وَشَادِنٌ (٢) أبَصَـرْتُهُ مُقْبِلاً |
|
فَقُلْتُ من وَجْديِ بِـهِ مَرْحَبا |
قَدَّ فُؤادي في الهوى قَدُّهُ |
|
قَـدَّ عليّ في الوغى مَرْحَبـا (٣) |
وذكر السيوطي شطر البيت الأوّل من شعر الإمام عليّ عليه السلام (٤).
____________
(١) البداية والنهاية ٤ / ١٨٦ ـ ١٨٨ ، السيرة النبوية ٣ / ٣٥٧.
(٢) الشادن : الغزال ، والظبية. الصحاح ٥ / ٢١٤٣ ـ ٢١٤٤ مادّة «شـدن».
(٣) السيرة الحلبية ٣ / ٣٧ ـ ٣٨.
(٤) شرح شواهد المغني ٢ / ٥٣٤.