(٥)
قد كانَ بَعدكَ أنْباءٌ وهَنْبَثَةٌ (١) |
|
لو كُنتَ شاهِدَها لم تكْثُرِ الخُطَبُ |
إنّا فَقَدناكَ فَقْدَ الأرضِ وابِلَها |
|
واخْتلَّ قومُكَ فاشْهَدْهُم وقد نَكبوُا |
ذكرهما في رسالته نفحات اللاهوت ، عند إيراده خطبة الزهراء عليها السلام في المسجد ..
قال : ثمّ التفتت إلى قبر أبيها فتمثّلت بقول هند ابنة أثاثة شعراً : ... ـ وذكر البيتين ـ (٢).
وحكى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج عن أبي بكر أحمد ابن عبـد العزيز الجوهري في كتابه السقيفة ، خطبة الزهراء عليها السلام ، وذكر هذين البيتين بشكل آخر ، مضيفاً لهما بيتاً ثالثاً :
قد كانَ بعدكَ أنباءٌ وهَيْنَمةٌ (٣) |
|
لو كنـتَ شاهِدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ |
أبْدَتْ رجالٌ لنا نجـوى صُدُورِهُمُ |
|
لَـمّا قَضَـيْتَ وحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ |
تَجَهّمَتْنا (٤) رجـالٌ واسْتُخِـفّ بِنا |
|
إذْ غِبْتَ عنّا فنحنُ اليَوْمَ نُغْتَصَبُ (٥) |
وحكى الإربلي هذه الأبيات عن المصدر نفسه ـ السقيفة ـ ولكن بشكل آخر :
____________
(١) الهنبـثة : الاختلاط في القول ، ويقال : الأمر الشديد. الصحاح ١ / ٢٩٦ مادّة «هبث».
(٢) نفحات اللاهوت : ١٢٤.
(٣) الهينمةُ : الصوتُ الخفيّ. الصحاح ٥ / ٢٠٦٢ مادّة «هنم».
(٤) جَهَمْتُ الرجل وتَجَهَّمتُهُ : إذا كَلَحْتُ في وجهه. الصحاح ٥ / ١٨٩١ مادّة «جهم».
(٥) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢١٢.