قد كانَ بعـدكَ أنْباءُ وهَنْبَثَـةٌ |
|
لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ |
إنّا فقـدنـاكَ فَقْـد الأرضِ وابِلَهـا |
|
واخْتَلَّ قَومُكَ لـمّا غِبْتَ وانْقَلَبُوا |
أبْـدَتْ رجالٌ لَنا فَحـوى صُدُورِهُمُ |
|
لـمّا قَضَيْتَ وحالتْ دونَكَ التُرُبُ |
وزاد في بعض الروايات هنا :
ضَـاقَتْ عَلَيَّ بِلادِي بَعْدَما رَحُبَتْ |
|
وسِيمَ سِبْطاكَ خَسْفاً فِيهِ لي نَصَبُ |
فَلَيْتَ قَتْلَكَ كَانَ المَوْتُ صَادَفَنا |
|
قَوْمُ تَمَنَّوا فَأعْطُوا كُلَّ مَا طَلبَوا |
تَجَهَّمَتـنـا رِجالٌ واسْتُخِـفّ بِنا |
|
إذْ غِبْتَ عَنّا فَنَحْنُ اليَوْمَ نُغْتَصَبْ (١) |
وقائلة هذه الأبيات هند بنت أثاثة بن عباد بن المطّلب بن عبـد مناف ، أُمّها أُمّ مسطح بنت أبي رهم بن المطّلب. وهي شاعرة من شواعر العرب ، أسـلمت وبايـعت الرسـول صلى الله عليه وآله وحسـن إسلامها ، وتوفّـيت حـدود سـنة ١٠ هـ (٢).
وهي التي أجابت هند بنت عتبة حينما قالت في واقعة أُحد :
نَحْنُ جَزَيْناكُمْ بِيَـوْمِ بَدْرِ |
|
والحَرْبُ بَعْـدَ الحَربِ ذَاتَ سُعْـرِ |
مـا كانَ عَنْ عُتْبَـةَ لِي مِنْ صَبْـرِ |
|
وَلا أخيِ وَعَمَّـهِ وَبِكْري |
شَفَيْتُ نَفْسِـي وَقَضَيْـتُ نَذْرِي |
|
شَفَيْـتَ وَحْشيٌ غَلِيـلَ صَـدْرِي |
فَشُكْرُ وَحْشـيّ عَلَـيَّ عُمْـرِي |
|
حَتّى تَرِمُّ أعْظُمِـي فيِ قَبْرِي |
فأجابتها قائلةً :
خزيْتِ فـي بَدْرٍ وَغَيْرِ بَـدْرِ |
|
يا بِنْـتَ غَدّارٍ عَظِيـمِ الكُفْرِ |
أقْحمَـكِ اللهُ غَدَاةَ الفَـجْـر |
|
بِالهـاشِـميّـينَ الطِوالِ الـزُّهـرِ |
بِكُلِّ قَطّاعٍ حُـسـامٍ يَفْـري |
|
حَمْـزَةُ لَيْثـيِ وَعَلـيٌّ صَقْرِي |
____________
(١) كشف الغُمّة ١ / ٣٨٩.
(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٢٢٨ ، الإصابة في تمييز الصحابة ٤ / ٤٢٢ ، الأعلام ٨ / ٩٦.