فيه ، وأمر بأن يكون في أكفانه (١).
وفي مكان آخر من الأغاني قال : قال دعبل : لمّا هربتُ من الخليفة ، بتُّ ليلة بنيسابور وحدي ، وعزمتُ على أن أعمل قصيدة في عبـد الله بن طاهر في تلك الليلة ، فإنّي لفي ذلك إذ سمعتُ ـ والباب مردود علَيَّ ـ : السلام عليكم ورحمة الله ، أُنج يرحمك الله.
فاقشعرّ بدني من ذلك ونالني أمر عظيم.
فقال لي : لا تجزع عافاك الله ، فإنّي رجل من إخوانك من الجنّ ، من ساكني اليمن ، طرأ إلينا طارئ من أهل العراق فأنشدنا قصيدتك : (مدارسُ آياتٍ ...) فأحببتُ أن أسمعها منك.
قال : فانشدته إيّاها ، فبكى حتّى خرَّ.
ثمّ قال : رحمك الله ، ألا أُحدّثك حديثاً يزيد في نيّتك ويعينك على التمسّك بمذهبك؟
قلت : بلى.
قال : مكثتُ حيناً أسمع بذكر جعفر بن محمّـد عليه السلام ، فصرتُ إلى المدينة فسمعته يقول : «حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ رسول الله قال : عليّ وشيعته هم الفائزون».
ثمّ ودّعني لينصرف ، فقلت له : يرحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك فافعل.
قال : أنا ظبيان بن عامر (٢).
وقال ياقوت الحموي ـ بعد أن ذكر قريباً ممّا في الأغاني ـ : كتب
____________
(١) الأغاني ٢٠ / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٢) الأغاني ٢٠ / ١٥٥.