قاموسـه (١) ، وابن منظور في لسانه (٢).
وهذا الشاهد هو عجز بيت قاله إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، وتمام البيت والذي قبله :
يا سَرْحَـةَ (٣) الماءِ قَدْ سُدَّتْ مَوارِدُهُ |
|
أما إليكَ سَبيلٌ غَيْرُ مَسْدودِ |
لِحَائِمٍ حامَ حتّى لا حَوامَ بهِ |
|
مُحَلاٍَّ عن سبيلِ الماءِ مَطْرودِ |
ذكرهما بهذه الصورة ابن منظور مع نسبتهما إلى إسحاق ، ثمّ قال : هكذا رواه ابن برّي وقال : كذا ذكره أبو القاسم الزجّاجي في أماليه (٤).
وذكر الجوهري البيت الثاني فقط دون نسبته إلى إسحاق (٥).
ونسبهما ابن عبـد ربّه إلى إسحاق ، مع اختلاف في بعض الكلمات ، هكذا :
يا مْشَرعَ الماءِ قَدْ سُدَّتْ مَسالِكُهُ |
|
أما إلـيكَ سبيلٌ غيرُ مَسْدودِ |
لِحائِمٍ حارَ حتّى لا حياةَ لهُ |
|
مُشـرّدٍ عن طَريقِ الماءِ مَطْرودِ (٦) |
وكذا فعل أبو الفرج الأصفهاني ، حيث جعل كلمة (طريق) بدل (سبيل) و (لا حيام له) بدل (لا حوام به) (٧).
ولهذين البيتين قصّة ظريفة بين إسحاق الموصليّ والمأمون العبّاسي ،
____________
(١) القاموس المحيط ١ / ١١٥ مادّة «حـلأ».
(٢) لسان العرب ٣ / ٢٧٤ مادّة «حـلأ».
(٣) حكى ابن منظور في لسان العرب ٦ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ مادّة «سرح» قول الأزهري : العرب تكنّي عن المرأة بالسرحة النابتة على الماء ، ومنه قوله : ـ وذكر البيتين ـ ثمّ قال : كُنّي بالسرحة النابتة على الماء عن المرأة ؛ لأنّها حينئذٍ أحسن ما تكون.
(٤) لسان العرب ٣ / ٢٧٤ مادّة «حـلأ» ، الأمالي ـ للزجّاجي ـ : ١١٤.
(٥) الصحاح ١ / ٤٥ مادّة «حـلأ».
(٦) العقد الفريد ٧ / ٣٥.
(٧) الأغاني ٥ / ٣٩٤.