الناس كلّهم ، ونظم الشعراء فيها الأشعار ، فقال بعضهم :
أقول للشيخ لمّا طال مجلسه |
|
يا صاح هل لك في فتوى ابن عبّاسِ |
هل لك في قنية بيضاء بَهْكَنةٍ |
|
تكون مثواك حتّى مصدر الناسِ (١) |
(١٥)
تقولُ بنتي وقدْ قَرَّبتُ مُرْتَحِلاً |
|
يا ربّ جنّبْ أبي الأوْصابَ والوَجَعا |
علـيكِ مثلُ الذي صَلَّيْتِ فاغْتَمِضيي |
|
وماً فإنّ لجَنْبِ المرءِ مُضْطَجَعا |
اسـتشهد بهما في كتابه جامع المقاصد في أنّ معنى الصلاة لغةً : الدعاء ..
قال : المعروف والشائع أنّ الصلاة لغةً : الدعاء ؛ قال تعالى : (وصَلِّ عليهم) (٢). أي : ادع لهم.
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : «وصلّت عليكم الملائكة» (٣).
وقال الشاعر : ... ـ وذكر البيتين ـ.
ثمّ قال : وقد صرّحوا بأنّ لفظها من الألفاظ المشتركة ، فهي من الله الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء ، وزاد في القاموس : حسن الثناء من الله على رسوله (٤) ، ولعلّه من الاستعمالات المجازية لتضمّنه معنى الرحمة ؛ لأنّ كتب اللغة تجمع الحقيقة والمجاز من غير تمييز غالباً (٥).
____________
(١) السرائر ٢ / ٦١٩.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠٣.
(٣) الكافي ٦ / ٢٩٤ ح ١٠ ، التهذيب ٩ / ٩٩ ح ٤٣٠.
(٤) القاموس المحيط ٤ / ٥١٠ مادّة «صـلا».
(٥) جامع المقاصد ٢ / ٥.