آهِ لبنـتِ محـمّدٍ |
|
ماتتْ بغُصّـتِها أسيفـه (١) |
وابن قريعة هو القاضي أبو بكر محمّـد بن عبـد الرحمن البغدادي ، سمع الحديث من أبي بكر الأنباري ، ولا يعرف له رواية حديث مسند. ولاّه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء مدينة السندية التابعة لبغـداد.
كان فصيحاً ، لطيف الطبع ، جميل المعاشرة ، كثير النوادر ، حسن الخاطر ، عجيب الكلام ، يسـرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تأمّل له ولا تعمّق فيه ، له أخبار مستفيضة وقصص ظريفة ، دوّنت في كتاب لطيف ..
وكان مختصّاً بالوزير أبي محمّـد المهلّبي ، ونادم عزّ الدولة ابن بابويه فكان لا يفارقه.
قال الذهبي في العبـر : اجتمع به الصاحب بن عبّـاد عند قدومه بغداد في مجلس الوزير أبي محمّـد المهلّبي ، فلمّا رأى من ظرفه وسرعة جوابه أُعجب به ، فكتب الصاحب إلى أبي الفضل بن العميد كتاباً يقول فيه : وكان في المجلس شيخ خفيف الروح يُعرف بالقاضي ابن قريعة ، جاراني في عدّة مسائل (٢).
ومدحه وأثنى عليه كثيراً الصفدي في الوافي بالوفيات ، وقال عنه : إنّه كان يتشيّع ، وذكر له عدّة أشعار تدلّ على تشيّعه ، منها المقطوعة الشعرية المذكورة ، ومنها قوله :
إنْ كان عندي درهمٌ |
|
أو كان في بيتي دقيقْ |
____________
(١) الوافي بالوفيات ٣ / ٢٢٧ ، كشف الغمّة ١ / ٥٠٥.
(٢) العبر في خبر من غبر ٢ / ١٢٧.