وقال بعد واحد منها : «هذا إسناد لا يقدح به» (١) ..
بل إنّ نزول الآية المباركة في أمير المؤمنين عليه السلام ممّا أجمع عليه المفسّرون ، كما اعترف بذلك أئمّة علم الكلام في كتبهم ، كالقاضي العضد في مواقفه ، والشريف الجرجاني في شرحه (٢) ، والتفتازاني في شرح المقاصد (٣) ، والقوشجي في حاشية التجريد (٤).
وعليه أغلب المحدّثين ، كما قال الآلوسي (٥).
الحكم على ابن تيمية!!
إذاً ، فقد ثبت نزول الآية في أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يناقش أحد في هذه الجهة إلاّ إذا كان جاهلاً أو كان مغرضاً عنيداً.
فما رأيك ـ حينئذٍ ـ بابن تيمية القائل : «وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى : إنّ هذه الآية نزلت في عليّ لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة. وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل» (٦) ..
و : «أجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في عليّ بخصوصه ، وإنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المروية في ذلك من الكذب الموضوع» (٧) ..
____________
(١) تفسير ابن كثير ٢ / ٦٤.
(٢) شرح المواقف في علم الكلام ٨ / ٣٦٠.
(٣) شرح المقاصد في علم الكلام ٥ / ٢٧٠.
(٤) الحاشية على التجريد : ٣٦٨.
(٥) روح المعاني ٦ / ١٦٧.
(٦) منهاج السُـنّة ٢ / ٣٠.
(٧) منهاج السُـنّة ٧ / ١١.