وسلّم فاطمة فأعطاها فدكاً (١).
فمن يروي مثل حديثنا ـ وهذا الحديث في فدك ـ فلا بُدّ وأن يُترك عند الجوزجاني وأمثاله من النواصب!!
هذا تمام الكلام على الطريق الأوّل.
وقـد عرفت أنّ «إبراهيم بن محمّـد بن ميمون» من الثقات عند ابن حبّان وغيره ، ولم ينقل ابن حجر تضعيفاً له إلاّ عن الأزدي ، وهذا من عجائب ابن حجر ؛ لأنّه تعقّب تضعيفات الأزدي غير مرّة قائلاً : «ليت الأزدي عرف ضعف نفسه» و «لا يعتبر تجريحه لضعفه هو» (٢) ..
ولم يتكلّم فيه الذهبي إلاّ بقوله : «من أجلاد الشيعة» ، وهذا ليس بطعنٍ ؛ فقد قدّمنا غير مرّة عن الذهبي نفسه وعن ابن حجر أنّ التشيّع غير مضرّ بالوثاقة.
وأمّا الطريق الثاني ، فقد تكلّموا فيه لـ «جابر بن يزيد الجعفي» ، ويكفي أن نورد نصّ كلام الذهبي فيه في ميزان الاعتدال ؛ إذ قال :
«جابر بن يزيد [د ، ت ، ق] بن الحارث الجعفي الكوفي ، أحد علماء الشـيعة ، له عن أبي الطفيل ، والشـعبي ، وخـلق. وعنه : شعبة ، وأبوعوانة ، وعدّة.
قال ابن مهدي ، عن سفيان : كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ، مارأيت أورع منه في الحديث.
وقال شعبة : صدوق ؛ وقال يحيى بن أبي بكير ، عن شعبة : كان جابر إذا قال أخبرنا وحدّثنا وسمعت ، فهو من أوثق الناس.
____________
(١) الكامل ٦ / ٣٢٤.
(٢) هدي الساري في مقدّمة شرح البخاري : ٤٣٠.