ووقع اختلاف واضطراب في اسم الراوي : هل هو «علي بن عابس» ، كما ذكروا ، أو : إنّه «علي بن عياش» ، كما في حلية الأولياء ، وقال مصحّحه : «الصحيح ما أثبتناه» ، أو : «علي بن عبّـاس» ، أو : «علي بن عائش» ، كما في روايتي ابن عساكر؟!!
أقـول :
إنّي أظنّ أنّ هذا التصحيف مقصود وليس بصدفة :
فإن كان : «ابن عياش» ، فهو من رجال البخاري والسنن الأربعة (١) ..
وإن كان : «ابن عابس» ، فهو من رجال الترمذي ، وقد اختلفت كلماتهم فيه ..
فعن جماعة ، كالجوزجاني والأزدي : ضعيف. وعن يحيى بن معين في رواية : كأنّه ضعيف ، وفي أُخرى : ليس بشيء. وعن ابن حبّان : فحش خطأُه فاستحقّ الترك. وعن الدارقطني : يعتبر به. وعن أبي زرعة والساجي : عنده مناكير. وعن ابن عدي : لعلي بن عابس أحاديث حِسان ، ويروي عن أبان بن تغلب ، وعن غيره ، أحاديث غرائب ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه (٢).
وقد أورد ابن عدي روايته الحديث عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : لمّا نزلت : (وآت ذا القربى حقّه) (٣)دعا رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
____________
(١) تقريب التهذيب ٢ / ٤٢.
(٢) الكامل ـ لابن عدي ـ ٦ / ٣٢٢ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٥٠٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠١.
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦.