معذورون ، وعاقبة المعذور ـ كما سيأتي ـ موقوفة على المشيئة الإلهية الأُخروية ، التي فُسّرت في الروايات بإقامة امتحان إلهي له يوم القيامة إن أطاع فيه نجا وإن عصى هلك.
وقـد أُطلق على أفراد المعـذور في الكتاب والسُنّة عدّة تسميات ، كـ : (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلاً) (١) ، و (مُرْجَوْن لأمر الله) (٢) ، و (أصحاب الأعراف) (٣) ، والّذين (خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً) (٤) ، و (المؤلّفةِ قلوبُهُم) (٥) ، وأُطلق عليهم أيضاً : «الضلاّل» ، بمعنى : الضالّ «القاصر» ؛ إذ هذا أحد معانيه ، وإلاّ فهو يطلق على «المقصّر» المخلّد في النار أيضاً ..
لذلك لا مفرّ لهذا الإنسان ـ المكلّف المختار ـ ولا مخلص ولا نجاة له إلاّ بالفحص عن الفرقة الناجية من فرق المسلمين ، وليس له أن يتعامى عن عمد ويسلك طريق الضلال والغواية ويرجو مع ذلك النجاة ، كما أنّ البحث الجادّ بين فرق المسلمين في إطار الوحدة لا بُدّ أن يُتحرّى فيه ـ بمقتضى الحديث الشريف والتوصية النبوية ـ عن الحقّ الذي تسلكه الفرقة الناجية لكي تتّبعها بقيّة الفرق ، فإنّ منهاج الهدى لا يرسم بضلال القاصر المستضعف.
____________
(١) سورة النساء ٤ : ٩٨.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠٦.
(٣) سورة الأعراف ٧ : ٤٨.
(٤) سورة التوبة ٩ : ١٠٢.
(٥) سورة التوبة ٩ : ٦٠.