وتعبـيره عليه السلام عـن أفراد المعـذورين بـ : «أهل تبيان الله» لعلّ المراد به أنّه يبيّن تعالى لهم الهدى من الضلال في الامتحان المقام لهم عند الحساب.
السادسة :
هناك جملة أُخرى من الروايات يظهر منها دخول أفراد المعذور إلى الجنّة ، ولكنّها محمولة ومقيّدة بامتحانهم وطاعتهم فيه ، ومن ثمّ نجاتهم ، كما تقدّم حمل جملة من الروايات الواردة في دخول أطفال المشركين النار على عصيانهم في الامتحان ؛ بمقتضى العديد من الروايات المستفيضـة المفصّلة المقيّدة لدخول الجنّة أو النار بالامتحان عند الحساب ..
منها : صحيح زرارة ؛ قال : دخلت أنا وحمران ـ أو : أنا وبكير ـ على أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت له : إنّا نمدّ المطمار؟ قال : «وما المطمار؟!» قلت : التُتر ، فمَن وافقنا من علوي أو غيره تولّيناه ، ومَن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه ..
فقال : «يا زرارة! قول الله أصدق من قولك ؛ فأين الّذين قال الله عزّ وجلّ : (إلاّ المستضعفينَ من الرجال والنساء ...)؟! أين المرجون لأمر الله؟! أين الّذين (خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً)؟! أين (أصحاب الأعراف)؟! أين (المؤلّفة قلوبهم) ...».
وزاد فيه جميل ، عن زرارة : فلمّا كثر بيني وبينه الكلام قال : «يازرارة! حقّاً على الله أن [لا] يدخل الضلاّل الجنّة» (١) ؛ بناءً على نسخة بدون «لا» النافية ..
____________
(١) الكافي ٢ / ٢٨٢ ح ٣ ، كتاب الإيمان والكفر : باب أصناف الناس.