رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأطفال؟ فقال : «قد سئل فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين» ..
ثمّ قال : «يا زرارة! هل تدري ما قوله الله أعلم بما كانوا عاملين؟!» قلت : لا. قال : «لله عزّ وجلّ فيهم المشيئة ؛ إنّه إذا كان يوم القيامة أُتي بالأطفال ، والشيخ الكبير الذي قد أدرك السن [النبيّ] ولم يعقل من الكبر والخرف ، والذي مات في الفترة بين النبيّين ، والمجنون ، والأبله الذي لا يعقل ، فكلّ واحد يحتجّ على الله عزّ وجلّ ، فيبعث الله تعالى إليهم ملكاً من الملائكة ويؤجّج ناراً فيقول : إنّ ربّكم يأمركم أن تثبوا فيها. فمَن وثب فيها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومَن عصاه سبق إلى النار» (١).
وهناك جملة عديدة من الروايات ، فلاحظها في محالّها (٢) ، كما أنّ هناك جملة أُخرى من الروايات دالّة على دخول أطفال المشركين مع آبائهم في النار ، لكنّها محمولة على عصيانهم في الامتحان.
وفي رواية لزرارة ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام ـ وأنا أُكلّمه في المستضعفين ـ : «أين (أصحاب الأعراف)؟! أين المرجون لأمر الله؟! أين الّذين (خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً)؟! أين (المؤلّفة قلوبهم)؟! أين أهل تبيان الله؟! أين (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً)؟! (فأُولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوّاً غفوراً) (٣)» (٤) ..
____________
(١) الكافي ٣ / ٢٤٨ ح ١ ، معاني الأخبار : ٤٠٧ ح ٨٦ ، بحار الأنوار ٥ / ٢٩٠ ح ٣.
(٢) الكافي ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ح ١ ـ ح ٧ ، بحار الأنوار ٥ / ٢٨٨ ـ ٢٩٧ ح ١ ـ ح ٢٢.
(٣) سورة النساء ٤ : ٩٩.
(٤) تفسير العيّاشي ١ / ٢٦٩ ح ٢٤٦ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٤ ح ٢٣.