الله الجنّة ، وإنّ الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله النار» (١) ..
وهذه الرواية تبيّن مدى أهمّية تولّي أولياء الله ، والهلاك في ترك ولايتهم ، وإنّ التولّي والتبرّي منشأه من الأُصول الاعتقادية.
وفي بعض الروايات التقييد بمَن أحبّ الشيعة لحبّهم سيّدة نساء العالمين الزهراء فاطمة عليها السلام (٢).
وفي بعض الروايات الأُخرى أنّ ذلك بعد شفاعة المؤمنين في مَن أحبّهم (٣).
وعلى أي تقدير ؛ (ولا يشفعونَ إلاّ لمَن ارتضى) (٤) ، كما في الآية الكريمة ، ورضاه بارتضاء دينه ، كما مرّ في رواية الأعمش ، وفُسّر بذلك في روايات الشفاعة ، فيدلّ على أنّ الامتحان الذي يقام للمستضعفين ونحوهم من أفراد الضلاّل القاصرين هو في الديانة واعتناق الإيمان الحقّ.
أمّا كون الشفاعة موردها مَن ارتضى دينه فيدلّ عليه قوله تعالى : (إنّ الله لا يغفرُ أن يشْرَك به ويغفرُ ما دونَ ذلك لمَن يشاءُ ومَن يُشرِكْ بالله فقد افترى إثماً عظيماً) (٥) ..
وفي آية أُخرى : (إنّ الله ... ومَن يُشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعيداً) (٦) ، وهو شامل للكفر ؛ لأنّه ضرب من الشرك.
____________
(١) معاني الأخبار : ٣٩٢ ح ٤٠ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٩ ح ٧.
(٢) تفسير فرات الكوفي : ٢٩٨ ح ٤٠٣ ، بحار الأنوار ٨ / ٥٢ ضمن ح ٥٩.
(٣) تفسير القمّي ٢ / ٢٠٢ ، الخصال : ٤٠٨ ح ٦ ، ثواب الأعمال : ٢٠٦ ح ١ ، بحار الأنوار ٨ / ٣٨ ح ١٦ و ٣٩ / ١٩ و ٤١ / ٢٦.
(٤) سورة الأنبياء ٢١ : ٢٨.
(٥) سورة النساء ٤ : ٤٨.
(٦) سورة النساء ٤ : ١١٦.