الأربعة في النصف الأوّل من السورة.
ونظير ذلك قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى) ..
فإنّه جعل مودّة واتّباع وتولّي قربى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عدل كلّ الرسالة المتضمّنة لتوحيد الذات والصفات والتشريع والغاية لبيان أنّ توحيد الولاية هو ثمرة التوحيد في سائر المقامات ، وهو الذروة والسنام ، وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في وصفه للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّهم : «أخذوا بالشجرة وضيّعوا الثمرة» (١).
وكذلك سائر الآيات الواردة في ولايتهم عليهم السلام تبيّن هذه الحقيقة الدينية ..
* وأمّا الروايات :
فقد روى الفريقان مستفيضاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، أنّه قال : «لو أنّ عبداً عبد بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يحبّنا أهل البيت أكبّه الله على منخريه في النار» (٢).
وأخرج الطبراني في الأوسط ، أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : «الزموا مودّتنا أهل البيت ، فإنّه من لقى الله عزّ وجلّ وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا» (٣).
____________
(١) نهج البلاغة : الخطبة القاصعة.
(٢) شرح إحقاق الحقّ ٩ / ٤٩١.
(٣) المعجم الأوسط ٣ / ٢٦ ح ٢٢٥١ ؛ وذكره الهيثمي في مجـمع الزوائد ٩ / ١٧٢ ، وابن حجر في الصواعق ، والنبهاني في الشرف المؤبّد : ٩٦ ، والحضرمي في رشفة الصادي : ٤٣.