وفي كثير من طرق العامّة : «وكان مبغضاً لعليّ بن أبي طالب وأهل البيت [أو : آل محمّد] أكبّه ...» (١).
نعم ، في غالب الطرق الوارد فيها : «مبغضاً» جعل الجزاء دخول النار ، وفي الطرق الوارد فيها : «عدم محبّتهم» ، أو : «عدم معرفتهم» ، أو : «عدم ولايتهم» جعل الجزاء عدم قبول عمله وصيرورته هباءً منثوراً.
وهكذا في طرقنا ؛ ففي صـحيح محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : «كلّ مَن دان الله عزّ وجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانئ لأعماله ... وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ..
واعلم يا محمّد! إنّ أئمّـة الجـور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضـلّوا وأضـلّوا ، فأعمالهم التي يعملونها (كرمادٍ اشـتدّت به الريحُ في يومٍ عاصفٍ لا يقدِرون ممّا كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد) (٢)» (٣).
وفي رواية عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث ، قال : «والله لو أنّ إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبّر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ، ولا قبله الله عزّ وجلّ ؛ ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عزّ وجلّ أن يسجد له ، وكذلك هذه الأُمّة العاصية ، المفتونة بعد نبيّها صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد
____________
(١) لاحظ : شرح إحقاق الحقّ ٩ / ٤٩٢ ـ ٤٩٤ ، و ١٥ / ٥٧٩ ، و ١٨ / ٤٤٨ ، و ٢٠ / ٢٩٠ ـ ٣١٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٩ ، الغدير ٢ / ٣٠١ ، و ٩ / ٢٦٨ ..
وأخرجه الطبراني والسيوطي والثعلبي والنبهاني ، وابن حجر في الصواعق : ١٧٢. وغيرهم.
(٢) سورة إبراهيم ١٤ : ١٨.
(٣) الكافي ١ / ١٤٠ ح ٨ ، الوسائل ١ / ١١٨ ح ٢٩٧.