تركهم الإمام الذي نصّبه نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم لهم ، فلن يقبل الله لهم عملاً ، ولن يرفع لهم حسنة ، حتّى يأتوا الله من حيث أمرهم ، ويتولّوا الإمام الذي أُمروا بولايته ، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم» ..
وفي رواية ميسر : «ثمّ لقى الله بغير ولايتنا لكان حقيقاً على الله عزّ وجلّ أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم» (١).
وفي رواية أُخرى : «ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً» (٢) ، ومثلها رواية المفضّل (٣).
وفي صحيح آخر لمحمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليه السلام ، قال : قلت : إنّا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحقّ ، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟!
فقال : «يا أبا محمّد! إنّـما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل ، كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلاّ دعا فأُجيب ، وإنّ رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له ، فأتى عيسى بن مريم عليه السلام يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء ، قال : فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا الله عزّ وجلّ ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا عيسى بن مريم! إنّ عبدي أتاني من غير الباب الذي أُوتى منه ، إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك ، فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له. قال : فالتفت إليه عيسى عليه السلام فقال : تدعو ربّك وأنت في شكّ من نبيّه؟! فقال : يا روح الله وكلمته! قد كان والله ما قلت ، فادع الله لي أن يذهب به عنّي. قال : فدعا له
____________
(١) عقاب الأعمال : ٢٥٠ ذيل ح ١٦ ، الوسائل ١ / ١٢٣ ذيل ح ٣١٢.
(٢) علل الشرايع : ٢٥٠ ح ٧ ، الوسائل ١ / ١٢٣ ذيل ح ٣١٠.
(٣) عقاب الأعمال : ٢٤٤ ذيل ح ٣ ، الوسائل ١ / ١٢٤ ح ٣١٤.