الثانية عشرة :
هناك طوائف عديدة من الروايات بألفاظ مختلفة تنهى عن الذوبان في المخالفين والتسيّب في مخالطتهم ، وتأمر بالتحفّظ في كيفية التعايش معهم ، وهذه الطوائف متوافقة مع الطوائف الأُخرى الآمرة بالمداراة لهم والتعامل معهم بالحسن والتجمّل ؛ لأنّ الأُولى تحدّد هذا التعامل بكونه سطحيّاً لا في العمق ، والثانية إنّما تحثّ على حسن التعامل على صعيد السطح ..
منها : صحيحة الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام ، أنّه أتاه قوم من أهل خراسان من ما وراء النهر فقال لهم : «تصافحون أهل بلادكم وتناكحونهم ، أما إنّهم إذا صافحتموهم انقطعت عروة من عرى الإسلام وإذا ناكحتموهم انتهك الحجاب فيما بينكم وبين الله عزّ وجلّ» (١).
وفي موثّق زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كانت تحته امرأة من ثقيف وله منها ابن يقال له : إبراهيم ، فدخلت عليها مولاة لثقيف فقالت لها : من زوجك هذا؟ قالت : محمّد بن علي. قالت : فإنّ لذلك أصحاباً بالكوفة قوم يشتمون السلف ويقولون. قال : فخلّى سبيلها ، فرأيته بعد ذلك قد استبان عليه وتضعضع من جسمه شيء .. الحديث (٢).
وفي صحيح عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث ـ : «ولا يتزوج المستضعف المؤمنة» (٣).
____________
(١) الكافي ٥ / ٣٥٢ ح ١٧.
(٢) الكافي ٥ / ٣٥١ ح ١٣.
(٣) الكافي ٥ / ٣٥١ ح ٨.