وكان قدس سره ـ مع عظيم مكانته في العلم وتفقّهه في الدين ـ أديباً كبيراً مُقدّماً ، وشاعراً مُبدعاً ، فَخِم العبارة ، من فحول الشعراء ، له نظم رائق سلس متين ، تزخر أشعاره بالعواطف الوجدانية والمشاعر الإنسانية والتأمّلات الروحية. وقد أكّد معاصروه ورفاقه وتلامذته شاعريّته :
قال السيّد محسن الأمين (ت ١٣٧١ هـ) : «له شعر كثير جـيّد ، وهو في مواضيع مختلفة» (١).
وقال المؤرّخ الشيخ جعفر آل محبوبة (ت ١٣٧٧ هـ) : «وهو ـ مع تبحّره في العلوم الروحية ـ ذو سهم وافر من النظم ، فهو شاعر محسن مجيد» (٢).
وقال الأُستاذ توفيق الفكيكي (ت ١٣٨٧ هـ) : «كان ـ رضوان الله عليه ـ من فحول الشعراء وإن اشتهر بمؤلّفاته العلمية والفلسفية ، غير أنّ الفضلاء من كبار الأُدباء والشعراء يقرّون له بمكانته الأدبية وشاعريّته المطبوعة ، فهو شاعر محسن مجيد.
ولم يكن رحمه الله بالشاعر الفصال (٣) ، ولم يكن من الفقهاء المتزمّتين الّذين يتنكّرون للشعر ونظمه ويرونه مزرية بالعلماء ، بل كان كثير الاحترام للشعراء المناضلين في سبيل الفضيلة الأخلاقية ونصرة المُثل الإسلامية المثلى ، ووسيلة إذاعة فضائل أئمّة أهل البيت عليهم السلام والإشادة بمحاسنهم.
بيد أنّه بالرغم من سلاسة شعره ، وإشراق ديباجته ، ورصانة تركيبه ،
____________
(١) أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٦.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٦٢.
(٣) الشاعر الفصال : الذي يتكسّب بشعره.